هذا الأشقر وجد نفسه محاطا بالخيبة والألم، كما أن علاقته بالقتل لم تكن عادية، فوالدته ظلت تمارس القتل على نغمات طقوس غريبة!!
وهذه الطقوس تجد صداها فيما تعرضت له في طفولتها، وهكذا مرّرت جينات القتل لابنها الذي ارتكب أبشع الجرائم رغم صدقه وصفاء روحه. وانطلاقا من ذلك عالج الكاتب المغربي طارق بكاري موضوع القتل، حيث ناقش الجانب الأخلاقي للقتل، وربطه بعدة مواضيع أخرى تتعلق بالإنسان ومصيره في هذا الوجود، ولعله يحاول من خلال ذلك دراسة واستكشاف تجربة الإنسان الوجودية، هذه التجربة تظل محفوفة بالمعاناة والخيبة...
هكذا إذن تطرح رواية القاتل الأشقر إشكالية الوجود، وتبحث عن المعاني التي يتوسل بها الإنسان لرسم معالم وجوده، كما تسلط الضوء على قضايا الوجود والحياة والحب والجنس والتطرف وتنظيم داعش بأسلوب روائي، تمزج فيه بين اللغة العميقة من حيث المعنى، وبين أحداث متراكمة ومتداخلة، وبين شخصيات تتشارك هموم الحياة بطريقة غير مباشرة.