" ما الذي دفعني إلى موافقتكَ في كل ما حدث؟!!
في البداية كنا في قلب السيارة تحت المطر الكثيف الذي تشقه إنارة الطريق الخافتة، قلتَ لي أنّ أخي نائمٌ وهو يقود السيارة، لم أكن قد انتبهت وحين نظرت إليه وجدته نائماً فعلاً خلف المقود، أوقفتَ السيارة وأنزَلتهُ منها وأنا أراقبك، وضعتَهُ على الطريق ومددته هناك....لم يستقيظ وبقي غافياً على الصورة التي وضعته بها ليبتل قميصه الأبيض بثوانٍ تحت المطر ملتصقاً بعظام صدره البارزة.
بدا لي وأنت تضعه على الرصيف، بتلك الثقة والتلقائية أنّ هذا هو التصرف البديهي في مثل هذه المواقف؛ أن يتم إخراج النائم خارج السيارة ويُمدد في الطريق ليتمكن الباقون من إكمال سيرهم !!
حتى أنّني لم أذكر الموضوع أصلاً ونحن صامتين نقطع الطريق الموحشة في السيارة التي استلمتَ أنت قيادتها. فقط خفق قلبي قليلاً إذ لمع ضوء الشارع على ورقة كبيرة خضراء لشجرة بدت غامقة ولامعة بفعل المطر...."
"ملخص ما جرى" ليست مجرّد مجموعة قصصية عادية إنّها وليمة حرب تبدأها الكاتبة برأسٍ مقطوعة في أصيصٍ أنيق ولا تُنهيها بأخبار الحرب والطاعون حتى تكون قد سردت على مسامعنا ملخّص ما جرى مع شقيقها عبّاس بالتفصيل..