"زادت حدّة المطر وتزاحمت دمعاتي مع قطراته، كنت أبكي يُتمي ووحدتي وجروحي المترنحة، انهرت في النهاية واستسلمت للتعب وافترشت الرصيف بعد أن أنهكني التجوال في الطرقات بلا هدف، ها هي خيبةٌ جديدة تُضاف إلى خيباتي السابقة، فمتى سينفذ رصيدي من الخيبات؟!
لم يعد لديَّ سواه فأرسلت إليه مترددة، أتراه سيجيب رسالتي في هذا الوقت من الليل؟!!
..........
انتبهت جميع حواسي حين رأيت رسالتها وظننت بأنّي احلم فصفعت وجهي مرتين، تُرى ما الذي ذكّرها بي الآن بعد منتصف الليل؟ تمالكت دهشتي وهاتفتها، لكن فاجأتني نبرة صوتها المضطربة واستغاثتها بي.
أغلقت معها واللهفة تضرب أوصالي، لقد لجَأَت إليَّ أخيرًا، هل يُعقل هذا؟ أيكون الحظ قد ابتسم لي أخيرًا؟
قفزت من فراشي ثمَّ ارتديت ثيابي على عجل، طلبت سيارة أجرة وأنا أفكر في سرّ لجوئها إليّ؟!!"