تفرد الدكتور والمفكر علي الوردي في طرح بعض الإشكاليات والمواضيع الاجتماعية الهامة والتي كان الناس يأخذونها مأخذ اليقين، في هذا الكتاب يُناقش بعض القيم التي تهدد البنية الاجتماعية وتتسبب في تآكل دور المدينة في مواجهة زحف الريف.
ومع أنّه تناول المجتمع العراقي كعينة إلّا أنَّ ما جاء في الكتاب ينطبق على كافة المجتمعات العربية بحيث أنّها تتشارك في مشكلاتها الداخلية كمشكلات الريف والمدينة وعادات الأهل والعشائر والعصبية القبلية والظلم الاجتماعي، وقد تناول الوردي هذه المسائل بالدراسة والتحليل والتفسير في حين منع الحرج الكثيرين من التعامل مع هذه الظاهرة ومحاولة تحليلها وتفسيرها لما تثيره من حساسيات كثيرة وما تلقاه من قصور في التفهم والقبول.
يتحدَّث الكتاب أيضًا عن دور المرأة العربية وضغط المجتمع عليها كما يطرح محاولة لفهم الأفراد ودراسة الجانب النفسي للطبيعة البشرية. ويُفرد فصلًا أخيرا للحديث عن علم الفراسة وعدم اعتماده على أساس علمي وكيف ظُلم الكثيرون بسببه !