إن الكتابة التي يتضمنها كتاب دوائر التحريم، كتابة مختلفة تفكر بمنطق التناقض الجدلي ولا تفكر بمنطق الهوية الصوري. إنها كتابة سالبة بالمعنى الذي كان يريده هربرت ماركيوز. وهي كتابة متمردة بالمعنى الوجودي. هي كتابة حرة وتلقائية وطفولية تقول ما تريده بالمعنى السوريالي، وهي كتابة متحررة من الأوهام والأصنام على طريقة نيتشة. ترفض كل نزعة أبوية تسلطية وكل مركزية سياسية أو لاهوتية وفقاً لتفكيكية جاك دريدا.
بكلمة أخيرة فإن دوائر التحريم هو محاولة لإنتهاك دوائر القمع الجهنمية التي تحاصر الإنسان العربي وتسلبه حقه في الحياة، ومن ثم فإنه كتاب يدافع عن الحرية بوصفها القيمة النهائية للإنسان، وبوصفها السبيل الأوحد أمام الإنسان للتحرر من كافة أوهامه اللاهوتية والسياسية.