في صورةٍ سوداوية قاتمة يتخيل الكاتب التونسي "أبو بكر العيادي" دولة عربية يصل إلى حكمها أحد الطغاة عبر الخيانة والانقلابات العسكرية فمن رتبة متواضعة إلى قائد ثورة إلى ديكتاتور لمدّة خمسة عشر عامًا.
يُقسّم الكاتب روايته إلى ثلاثة فصول:
الأول بعنوان "الباش كاتب"، وقد صدّره بقول لابن خلدون : "اعلم أن السيف والقلم، كلاهما آلة لصاحب الدولة يستعين بهما على أمره".
الباب الثان بعنوان "الكبير الأعظم"، وقد صدره بقول مأثور لابن المقفع: "إن الوحيد في نفسه والمنفرد برأيه حيثما كان، هو ضائع ولا ناصر له".
أما الباب الثالث "آخر الرعية" فصدره بقول للكاتب الروسي ميخائيل: "لا تظنن أن ذلك النهر تحت الجسر نائم" !!
ولعله بذلك يذكرنا بقول أبي القاسم الشابي في قصيدته إلى طغاة العالم: "حذار فتحت الرماد اللهيب..."
"آخر الرعية " رواية جريئة تعري الطغيان والطغاة بأسلوب فاخر ولغة راقية تتمثل التراث وتتجاوزه ... قدمت إضافة جارحة الى روايات الدكتاتور العربي وغير العربي وتميزت هذه الإضافة خاصة باللغة الروائية التي استطاعت أن تتعدد وهي تفجر نسبها التراثي ...