"زيف القصاص" للكاتب السعودي حامد شريف، رواية تشويقية وبوليسية تأخذنا بعيداً إلى عالم من الرومانسية اللذيذة، أبطالها نساء متغربات في مدينة دبي، حكايات نسوة باحثات عن الحب والمشاعرالدافئة ولكن مع الرجل الخطأ فكنّ ضحاياه، فوقعنَ في مهلكة قادتهن لنهاية لم تكن متوقعة، نجحن في الوصول إلى سقف الأنوثة، وأخفقن في الوصول لعلاقات رومانسية تستحق التنازلات التي يقدّمنها.
والرجال أيضاً نجحوا في الوصول لأجساد النساء وربما لقلوبهن، ولكنهم لم يستطيعوا الفكاك من مكرهن. تنطلق الحكاية كما هي الحياة، من جريمة قتل أسقطت الأقنعة، عرّت الجميع، وأظهرت البشر على حقيقتهم، بينت زيفاً يعيشونه تخفيه مظاهر براقة خادعة، وجوه تبتسم في وجهك وتطعنك في ظهرك. ينطلق سرد هذه الرواية الممتع من هذه الحادثة، ليسير بنا في دهاليز الإثارة، والتشويق البوليسي في قالب من الرومانسية، حتى يصل بنا الكاتب إلى نهاية يصعب توقعها.
وتعدّ هذه الرواية منبراً للبوح بالعالم الداخلي للمرأة والرجل على حدٍ سواء، كما تظهر كثيراً من العقد النفسية التي نعيشها دون الشعور بها. هذه الرواية الشيّقة كأنها تقول للقارئ أن الحياة لا تستقيم إلا في التجربة، بالمحاولة والخطأ إن استطعنا تجاوز صعوبتها القاتلة في كثيرٍ من الأحيان، تبصّره أن الصورة قد تكون مليئة بالتفاصيل، إلا أنه لا يرى سواء أجزاء صغيرة جداً منها، يعرفها مسبقاً، بينما هو بحاجة للوقوف على كل أجزائها إن أراد معرفة الحقيقة، تلك الحقيقة التي تستحيل معرفتها إن لم تسقط الأقنعة، ويذهب زيفٌ يسيطر على حياتنا، نعتقده جواز مرورنا لقلوب الآخرين، زيّفٌ يجسده قصاصنا غير العادل، ممن أرادوا إقامة عدلٍ تجاهلناه.
هذه العبارات الغامضة والجميلة المليئة بالتشويق والإثارة، زينت غلاف الرواية: "أَشْياءٌ كَثِيرةٌ تُولَدُ مِنْ غُمُوضٍ.. تَسْتَمِرُ بِمفَاجَأةٍ".
"الحَيَاةُ مِسَاحَاتٌ طَلْقٌ لا نِهَايةَ لَهَا.. لا يَحْتَجِزُهَا إطَارٌ، ولَيْسَ لَهَا مَلامِح.. لَوْحَةٌ مِن النُدُوبِ واللُوغَارِيتْمَات تَحْتَمِلُ كُلَّ الحُلُولِ.. نَبْحَثُ فِيْهَا عَنْ طُرُقٍ آمِنَةٍ نَتُوهُ فِي تَفَاصِيلِهَا المُحْتَمَلَة".