يحاول كوينتين ب. وهو الشخصية المحركة في هذه الرواية، أن يتوصل الى تكوين (زومبي) ذكر شاب غير مشبوه يكون طوع أمره، عن طريق عمل جراحي يعبث بموصلاته الدماغية يخلف عبداً جنسياً فاقد للذهن. وتبوء محاولاته بتحقيق هذا الزومبي بالفشل، وتتعدد ضحاياة، ويزداد هوسه حتى يصل إلى قتل برغبة القتل، القتل من أجل القتل.
وعبر فصول الرواية تتكشف بنية المجتمع الأمريكي بما فيه من الإجرام والتدين الأجوف والذرائعية، وتفسخ البنى والقيم الإنسانية، في ظل نظام رأسمالي لا يرحم شعبه ولا شعوب العالم. ترمز كل شخصية من شخصيات الرواية إلى شريحة واسعة وفاعلة داخل هذا المجتمع، وسيكتشف القارئ ذلك في رواية جريئة في واقعيتها ومشهديتها القاسية وصولاً إلى النهاية المفتوحة على اللا أمل، وعلى استمرار العنف والفصام السيكولوجي والثقافي الذي ينخر كافة هذه البنى.
قد تشي الرواية في جانب منها بالرؤية المحافظة لمسألة الجريمة والإنحطاط والفساد داخل طاحون الموت الاجتماعي والسلطوي الأمريكي الذي يطحن ذاته والعالم.
فازت "زومبي"، بجائزة برام ستوكر في 1996، وجائزة ليلا فيسك راند التي تمنحها بوسطن ريفيو، جائزة النقاد التقديرية وجوائز عديدة أخرى، ولعل السبب الرئيس في الإطراء النقدي الكثيف الذي حظيت به الرواية يعود إلى محاولة الكاتبة الأنثى إماطة اللثام عن هاجس الجرائ المتسلسلة الوحشية للعنف الجسدي والسلوكات المرضية عن طريق وضعها قيد المساءلة، على الأقل بمعزل عن مقولة الشر المتأصل في الطبيعة البشرية.
استمع الآن.