أشخاص صغار الحجم يطلق عليهم اسم الهوبيت، وحوش شريرة قاتلة شرسة هم الأورك، جنيات طوال القامة بقدرات هائلة، أشجار وتنانين تتحدث وسحرة طيبون وأشرار وقوى الظلام وعوالم غريبة وجديدة كلها في قارة كاملة تسمى الأرض الوسطى وتجري فيها أحداث عجيبة وسحرية وحروب طاحنة ومغامرات أغرب وأعجب من الخيال.
هذه هي عوالم تولكين، الكاتب الإنجليزي المبدع الذي خرج خياله بتلك الكتب الكبيرة الحجم التي تزخر بالمتعة والمغامرة والخيال الذي لا ينتهي، فلا يكاد المرء يبدأ بقراءة إحدى رواياته حتى تأخذ بلبه وتجعله يقلب الصفحات بنهم ومتعة، أو أن يشاهد الأفلام الشهيرة التي تم اقتباسها عن رواياته والتي حققت نجاحاً ساحقاً وحازت على الكثير من الجوائز وأصبحت من أكثر الأفلام انتشاراً وشعبية.
هذه سيرة حياة ذلك الرجل المبدع الذي كان موهوباً في شتى المجالات فقد كان أستاذاً جامعياً وشاعراً ومؤرخاً وخبيراً في اللغات، حتى أنه أثناء طفولته اخترع لغة كاملة خاصة به كنوع من التسلية والمتعة، وهو فعلياً من أوائل ومن أهم كتاب الخيال السحري في العالم، وقد كان تولكين أباً محباً لأطفاله الأربعة وكان يكتب ويرسم لهم القصص والمغامرات ويقرأها عليهم ويمتعهم بتلك الحكايات المسلية والمخلوقات الغريبة.
من طفولته وحتى وفاته استلهم تولكين خياله من كل ما حوله، فقد ولد في جنوب إفريقيا ثم عاد مع عائلته إلى إنجلترا وعاش طفولة سعيدة ولعب في الحقول فنما خياله وتوسع، ثم وقع في الحب وتزوج حتى بدأت الحرب العالمية التي شارك فيها ويعتقد أنه كتب أولى أفكاره في الأرض الوسطى التي تجري فيها أحداث رواياته خلال تلك الفترة، واستمر في كتابة تلك القصص التي استلهمها من أحداث حياته وما شاهده من أهوال فحول تلك الذكريات إلى روايات خلدها التاريخ وأصبحت من أكثر الكتب شعبية.