طلال أبوغزالة رجل أعمال أنموذج، بدأ حياته بالرحيل والمعاناة ثم تحول إلى رجل يصنع الكثير من الإنجازات التي تنطوي على إبداع، فهو من أبرز 100 شخصية محاسبية في العالم، وهو من أول من تحدثوا عن الملْكية الفكرية ودافعوا عن حقوقها في العالم العربي، وعبر العالم، وأيضاً من الذين انحازوا لفكرة النهوض في المجتمعات العربية، وهو من أوائل الشخصيات الذين انطبقت عليها فكرة "المواطن العالمي"، وله بصمات واضحة في إدخال أفكار تتعلق بالتعليم المهني والتقني والاستفادة من التكنولوجيا لإحداث الإبداع لدى الشباب.
تكمن أهمية الكتاب فيما يرويه من تفاصيل في مسيرة طلال أبوغزاله الحافلة بالنجاح والعطاء والتحدي، حيث يمثل أبوغزالة شخصية كبيرة عاصرت أحداث الأمة العربية بحلوها ومرها، بخاصة نكبة فلسطين التي تأثر بها وأثر بها، وبالإصرار والتحدي تمكّن من أن يصبح اليوم شخصية عالمية كبيرة تركت أثراً كبيراً في العديد من المجالات.
هذا الكتاب يعبّر عن حالة واقعية شكّلت قصة نجاح حقيقية، حيث خرج طلال أبوغزالة من مدينة يافا الفلسطينية عشيةَ النكبة، قابضاً على حلمِ العودة، وبدأت ملامح شخصيته تتّضح في بيروت، وبدأت مواهبه تتفجر، فانحازَ للعمل القومي بموازاة شغفه بالموسيقى، تلك التي كرّس لها بعد نحو ستة عقود محطةً إذاعية. ثم تنقّل من بلدٍ إلى آخر، منطلقاً من المعاناة ليرسم خُطاه في الفضاء العالمي بثقةٍ واقتدار، متسلحاً بالعصاميّة والمثابرة والموسوعيّة، حتى غدت مجموعته المهنية في طليعة المؤسسات الرائدة في هذا المجال عالمياً. وهو ما يفسّر تولّيه مناصب ومراكز قيادية في عدد من المؤسسات الإقليمية والدولية، وفي هيئة الأمم المتحدة.