يعدُّ تقي الدين بن حجة الحموي إمام أهل الأدب في عصره...وكان شاعرا جيد الإنشاء.
من أهل حماة (بسورية) ولد ونشأ ومات فيها، زار القاهرة والتقى بعلمائها واتصل بملوكها، وكان طويل النفس في النظم والنثر، حسن الأخلاق والمروءة، فيه شي من الزهو والإعجاب.
تلقَّى الحموي العلم على كثيرٍ من شيوخ عصره، فحَذِقَ القرآن الشريف وتفاسيره وعلم الحديث واللغة والأصول والفقه، وتخرَّج بالإنشاء والنظم حتى تفوَّق فيهما، فكان إمامًا عارفًا بفنون الأدب، متقدِّمًا في البراعة، طويل اليراع، جيِّد الأساليب.
ومن أهم مؤلفاته التي شُغٍفَ بها الأدباء في مطالع هذا العصر كتاب "ثمرات الأوراق"، لما حواه من محاسن الآداب، ومنتخب الطرف والنتف والاخبار، والمصطفى من الاشعار، والطريف من الرسائل والرحلات؛ مما اختاره من كتب الادب والتاريخ. ساق كل ذلك دون ترتيب أو تبويب أو عقد فصول أو عنوانات؛ رغبة منه في امتاع قارئه، وإعانته على استيعابه دون ملل أو كلل، فهو يأخذ في حكاية عن النحويين، الى أخرى عن الفقهاء، ثم ترجمة لاحدى الفرق إلى فصل عن الملوك.
في هذا الكتاب سنبحر في رحلةٍ مع الشاعر والأديب الحموي لننهل من تفاصيل حياته إضافةً إلى شعره وكتبه التي يتداولها النّاس حتى يومنا هذا.