"تسمّرت " تقى عوض الله" في مكانها، ولم تتحرك قيد أنملة ، فــ " أوس " الجندي كان لا يزال ممسكاً بكفيها المسنودين على باب السيارة ، ومحكماً لقبضتيه عليهما ..
ومع لمسته الخشنة لها ، كانت روحها النقية تحترق رويداً رويداً ..
نظر هو إليها بتمعن ، ومـــرر عينيه القاسيتين على خلجات وجهها ، وراقب بإهتمام شديد إرتجافة شفتيها الذابلتين وأثاره شحوب لون بشرتها ، وما زاد من نشوة إنتصاره هو رؤيته لبريق الذعـــر جلياً في عينيها الزرقاوتين المتورمتين .. فحمرتهما تزيد من لهيب إنتقامه ...
أخــــذ أوس نفساً مطولاً وزفره ببطء ، ثم قال بصوت رخيم :
-من اللحظة دي مكانك هيكون هنا ... معايا !
لن ينكر داخل قرارة نفسه أن حالة من الإنتشـــاء تسيطر عليه ، فقد ظفر بتلك التي فكرت يوماً أن تتحداه ، وآن الآوان لترهيبها، وتلقينها ما لا يمكن أن تنســـاه ...
ثم ضيق عينيه لتصبحا أكثر حدة ، و أردف محذراً بـ :
-ولو الشيطان وزك للحظة إنك تهربي مني ، صدقيني الجحيم بالنسبالك هيبقى جنة !!"