إنّهم يطاردونني...
تركت بغداد هاربًا من السلطان ومن عيون المُنتفعين بوجودهم حول السلطان...
تهامس المنتفعون: بيت المال خاوٍ والتجار يخسرون!
أمر السلطان: خذوا دينارًا ضريبة من كل رجل ونصف دينارٍ عن كل امرأة...
ولما كنت أعمل أمينًا لديوان بيت المال وأصبحت أكثر من غيري معرفة بأحوال الناس، فقد عَبّرتُ عن رأيى.. قلت الشعب فقير والتجار يخفون ثرواتهم..
ومنذ أعلنت هذه الحقيقة في مجلس السلطان وهم يطاردونني..لقد تصوروا أنّي أُثير السلطان ضدَّ التجار، وأنَّ ما قلته إعلانٌ للحرب على التجار، وهم أقرب الأصدقاء لرجال السلطان...بل ظنّوا عبارتي إشارةً إلى استفادة بعض رجال السلطان من ثروات التجار.
وبدأت الحرب ضدّي..
قالوا: إنَّ عبد المنصف الخضراوي بدّد أموال بيت المال بحجّة التصدّق بها على الفقراء.
ومع أنَّ السلطان كان يسلم بنفسه إلى كلّ محتاج ما يخفّف عنه حاجته فقد طالبتني سلطات التحقيق والتفتيش بما يثبت تسليم تلك الأموال إلى مستحقيها وإلّا فأكون قد اختلستها وأخذتها لنفسي !!
فما الذي سيفعله لخضراوي أمين ديوان بيت المال ليخر ج نفسه من هذه المصيبة؟
"ثروة تحت الأرض" واحدة من إصدارات المكتبة الخضراء الشيقة والممتعة، المستوحاة من التراث العالمي و المستلهمة من ثقافات شعوب الأرض بحضاراتهم الغنية المتنوعة و الحافلة بالعبر و المواعظ النبيلة و السامية الموجهة إلى الأطفال.