ليس في الثلث الأول من هذا القرن صوت أدبي نسائي أشجى من صوت "مي زيادة" وليس من فكر كفكرها يلتمع فيضيء داعياً إلى الحرية والتقدم مجاراة لراكب الحضارة في شتى الميادين والسبل.
وهي في كل ما كتبت تجسد طموح الأقلام المستنيرة إلى التجديد الأدبي إبداعاً في الشكل التعبيري وفي المضمون الفكري، فضلاً عن أنها تجسد طموح المرأة العربية إلى الحياة، وطموح الأمة إلى التحول في حركة العصر وبناء المجتمع والوطن.
"ظلمات وأشعة" أحد المؤلفات النسوية الرائدة التي ساهمت بها مي زيادة في النصف الأول من القرن العشرين، وهو عبارة عن مجموعة من المقالات الأدبية التي ألقتها في موضوعات مختلفة بمناسبات عديدة، وتولي زيادة في هذا الكتاب اهتمامًا كبيرًا بقضايا المرأة الشرقية، فتركز على توعية المرأة بممارسة حقوقها المجتمعية كحقها في الحياة الكريمة والحرية، كما تناقش الكاتبة كيفية مساهمة المرأة في العصر الحديث في التقدم الحضاري والاجتماعي والسياسي والثقافي في الشرق، كل ذلك تستعرضه كاتبتنا بأسلوب بديع وأخاذ بعيد عن التكلف.