"السعادة هي أن تضم شخصاً بين ذراعيك فتعرف أنك قد ضممت العالم بأسره."
أورهان باموق من رواية ثلج.
تبدأ الرواية مع الصحفي الأربعيني (كا) الذي قضي سنين طويلة منفياً في مدينة فرانكفورت بألمانيا لأسباب سياسية، ويتم استدعاء هذا الصحفي إلى مدينة (قارص) البعيدة في تركيا، التي تحتوي على قوميات عديدة ومتشابكة، وذلك من أجل التحقيق في قضية غامضة متكررة وهي قضية انتحار فتيات مسلمات، فيسافر (كا) لكي يحقق في غموض تلك المسألة والأسباب التي قد تدفع الفتيات إلا الانتحار.
لكن الأمور في المدينة الصغيرة الباردة تتوضح ببطء أن المشاكل أكبر من مسألة الفتيات المنتحرات، ويتضح الصراع الذي يضم جميع الأيدلوجيات والقوميات التي سيطرت علي المناخ السياسي التركي بدءا من الإسلام المتشدد والتيار العسكري والقوميين الأكراد والاشتراكيين وغيرها من التيارات السياسية، إلى أن تظهر مسائل جديدة وهي اغتيال بعض الشخصيات العلمانية التي ترفض التيار الإسلامي في تلك المنطقة، فتتشابك الشخصيات وتتوالى الأحداث التي يقع (كا) في وسطها إلى نهاية الرواية.
يتميز سرد أورهان باموق بالطول والتفاصيل الغنية، فينتقل إلى المناطق ويصفها ويحلل الشخصيات ويميزها بطابعها الخاص، فتصبح رواياته عبارة عن عالم كامل بتفاصيله وحياته الخاصة، وأورهان باموق هو كاتب تركي من مواليد اسطنبول في عام 1952، وقد نشأ في أسرة كبيرة تشبه الأسر التي يصفها في رواياته، كان يحلم أن يصبح رساماً محترفاً ثم معمارياً لكنه ترك الجامعة، ثم درس الصحافة وتخرج إلى أن قرر أنه سيصبح روائياً في عمر الثالثة والعشرين، وقد حاز على النجاح منذ روايته الأولى (جودت بك وأبناؤه)، ثم (المنزل الهاديء) و(القلعة البيضاء) ، و(الكتاب الأسود)، و(اسمي أحمر)، وقد حاز على جائزة نوبل للأدب في عام 2006.