في هذه الرواية التي بين أيدينا، يجد الناجون الشجعان من الأحداث المروعة التي دارت في الجزء الأول "محركات قاتلة"، أنفسهم في مغامرة جديدة مفعمة بالأحداث المثيرة والمغامرات المذهلة، في ذلك العالم المستقبلي العجيب، حيث تأكل المدن بعضها البعض، وتتحرك على عجلات ضخمة بحثاً عن فرائسها الأصغر والأضعف، وفي هذا الجزء الجديد، يقوم توم وهيستير بإصطحاب المستكشف والمغامر واسع الشهرة "بيني رويال" على متن منطادهما، فقط ليجدوا أنفسهم وقد صاروا مطاردين بمناطيد "العاصفة الخضراء" الحربية الرهيبة، تطلق عليهم وابل النيران من كل جانب، مما يجبرهما على الهبوط في "أنكوراج" تلك المدينة المتحركة في الصحارى الجليدية المقفرة المدينة التي كانت يوماً عامرة، ثم آل مآلها للإضمحلال بعدما مات غالبية أهلها جراء الوباء، في تلك المدينة يلتقي أبطالنا بـ "فريا" آخر سلالة الأسرة المالكة بأنكوراج ووريثة حكمها،ذات الستة عشر ربيعاً، والتي تؤمن بحكايا "بيني رويال" وأقاصيصه حول اكتشافه لأراض خضراء خصبة، هناك، في"القارة الميتة" أمريكا، فتقررأن تجر مدينتها إلى هناك، ثم يحدث أن تتدخل الغيرة لتلعب ألاعيبها الماكرة، وتتسلل لتحتل قلب هيستير، والتي تطالع افتتان توم بجمال فريا،فيشتعل صدرها غيرة عليه من تلك الفتاة الصغيرة الحسناء،مما يدفعها دفعا لارتكاب فعل من قبيل الخيانة، بما يغيرمجرى الأحداث ويستدعي سلسلة من وقائع القتل والدسائس، والثأر، وعمليات الإختطاف،والإنقاذ، و"الصبية المفقودون"، والقيام من الموت..!، باختصار، إن هذه الرواية المفعمة بالإثارة تبحر بالقارئ عبر موجات متلاحقة ومتلاطمة من الأحداث المتسارعة والمؤامرات والشخصيات لكنها في ذات الوقت تتمتع بسلاسة بالغة بحيث لن يجد القارئ أي صعوبة في متابعتها، كذلك يتميزهذا الجزء بأن به قدراً أكبرمن حس الفكاهة وعدداً أقل من الجثث! مقارنة بالجزءالسابق؛ومع ذلك،فسوف تلقى شخصيات الرواية أنفسها وقد انغمست في ورطات أخلاقية عميقة، وسوف يصادف القارئ في هذا الجزء، الكثيرمن الإشارات لأحداث الجزء السابق "محركات قاتلة.