الغرض الذي ابتغاه الغزالي من تأليفه لهذا الكتاب لم يكن سوى التنبيه إلى أوجه تناقض الفلاسفة في العلوم الإلهية "وما يتعلق النزاع فيه بأصل من أصول الدين كالقول في حدوث العالم وصفات الصانع وبيان حشر الأبدان" فقد أنكر الفلاسفة هذه الأصول، مما دعا الغزالي إلى الاعتراض عليهم دون أن يدخل طرفاً للانتصار لمذهب دون الآخر وإنما عمد إلى تكدير مذهبهم ورفض وجوه أدلتهم بما يبين تهافتهم. ويحدد الغزالي تناقضات الفلاسفة في علومهم الإلهية والطبيعة في عشرين مسألة تتمحور جميعها حول ثلاثة مواضيع رئيسية هي: الله، العالم، والنفس.