في رواية طبيب أرياف، يتناول المؤلف من خلالها الحياة في فترة السبعينات وبداية الثمانيات من القرن الماضي. تتحدث الرواية عن طبيب شاب يتم اعتقاله بعد تخرجه من الجامعة في نهاية السبعينات بسبب نشاطه السياسي، وبالتالي يفقد حبيبته التي تتعرض بدورها للكثير من الضغوطات والمضايقات الأمنية، التي تضطرها للزواج هرباً مداهمات الشرطة المفاجئة لها ولأسرتها واستجوابها المتكرر بشأن نشاط خطيبها السابق. يحصل الطبيب الشاب بعد الافراج عنه على فرصة للعمل كطبيب في وحدة صحية نائية في أحد مناطق الصعيد. يظن الطبيب بأنه سيبدأ صفحة جديدة من حياته ويطوي صفحة الماضي في ذلك الريف، لكنه يكتشف بأن عالمه الجديد لن يقل تعقيداً وتشابكاً عن عالمه السابق.
رواية طبيب أرياف تذهب بنا إلى أعماق الريف المصري في فترة السبعينات وبداية حقبة الثمانينات فنرى كيف بقي الريف مهملاً بلا كهرباء ولا وسائل نقل أو دواء وبقي الجهل والفقر يفتتان عظامه ويأكلان أحلام أبنائه على عكس المدينة التي طرأت عليها التطورات الحضارية الحديثة. رواية تعكس العديد من القضايا المتعلّقة بالقرية وبالأوضاع السياسية إبان تلك الفترة من التاريخ وواقع الحياة الاجتماعية.
من اقتباسات الراوية: "أدرك أن جذور المرض مقيمة في مصر بينما الصحة عرض زائل، مثلما تم خلق الظلام وجعله مقيماً في مصر، راقداً في ثنايا تربتها ووضع النور في أماكن أخرى."
"كيف استدار الزمن لهذه الدرجة؟ كيف تحوَّلت عهود الحبِّ إلى ضحكة هازئة؟"
محمد المنسي قنديل كاتب وأديب مصري ولد عام 1949، وتخرج من كلية الطب عام 1975، لكنه قرر اعتزال مهنة الطب والتحوّل إلى الكتابة، حاصل على الكثير من الجوائز التقديرية وله العديد من الروايات والمجموعات القصصية.