كتاب تاريخ موجز للزمان هو بمثابة رحلة لملاح بارع يجوب آفاقا عجيبة في علم التكوين والفيزياء، مستنداً إلى موهبة علمية فذة وسعة أفق خلاقة بحثاً عن الطريق إلى نظرية علمية كبرى توحد سائر النظريات.
وكتابه هذا أول كتاب يؤلفه لغير المتخصصين، وقد اثار ضجة كبرى في الأوساط الثقافية والعلمية. ويتناول فيه الزمان والكون وطبيعتهما. وأى تناول كهذا لا بد وأن يؤدى إلى الحديث عن الحركة وانفضاء والنجوم والكواكب والمجرات. ويستعرض الكتاب بأبسط أسلوب ممكن مسيرة النظريات الكبرى عن الزمان والكون إبتداءا من أرسطو فجاليليو ونيوتن وإينيشتين. ثم يقوم الموقف بفكرة في اعماق الفضاء في مغامرة فدة، مهتدياً بالعلم مع الخيال النشط الخلاق، في محاولات لإيجاد خطوط نظرية جديدة توحد أهم نظريات القرن العشرين بلا تناقض، وخاصة نظريتي النسبية وميكانيكا الكم. ونظرية موحدة كهذه قد يكون فيها الإجابة عن أسئلة لطالما حيرت العلماء وما زالت تحيرهم، فهل يمكن أن ينكمش الكون مثلا بدلاً من أن يتمدد؟ وهل يرتد الزمان وقتها وراء بني البشر موتهم قبل ميلادهم؟ وهل للكون بداية و/أو نهاية؟ وكيف تكونان؟ وهل للكون حدود؟ إن إينشتين قد جعل للمكان - الزمان أربعة أبعاد، فماذا لو كان الكون أبعاد أكثر؟ كان يكون له مثلاً أحد عشر بعداً أو أكثر؟
هذه بعض المسائل التي تناولها الكاتب في كتابه تاريخ موجز للزمان بأسلوب جلي مبسط ومثير بما يشد القارئ طول الوقت، وربما جعل النقاد العلميين يصفونه بأنه كتاب كلاسيكي منذ ظهوره، فهو من علامات الطريق في فلسفة ومنهج العلم بحيث لا غنى لمثقف من الإطلاع عليه.