يتتبع الكاتب أحمد صبري أبو الفتوح في روايته "تاريخ آخر للحزن" مسار نحو أربعة أجيال في قرية بسيطة هي نوسا البحر. الأسرة الرئيسية في هذه الرواية هي أسرة إقطاعية تدعى "أسرة أرسلان" وعميدها عبد الباسط أرسلان، تمتلك هذه العائلة سرايا كبيرة وأبعديات في (نوسا البحر) وما يحيطها، حيث يمتلك أفرادها الكثير من مقومات النفوذ والسلطة.
ويوجد خلاف بين كل من عبد الباسط أرسلان وإخوته، لكن هذا الخلاف لا يظهر كثيراً ويتنحى جانباً ولا يظهر إلا لإحباط ابنه "منجى أرسلان" وهو محامي حقوق، يعشق إبنة عمه لكن عمه يرفض أن يتزوجها بسبب ميول منجى الناصرية، وغضب والده وعائلته من هذه الميول، حيث أن عبد الناصر تسبب في خسارة أملاك الأسرة، باعتبارها من كبار العائلات الإقطاعية في المنصورة، فبذلك كان منجى بمثابة الإبن العاق الذي يفكر على خلاف تفكير الأسرة، فيدفع ثمن تمرده في السجن لسنوات بتهم سياسية مختلفة. ونتيجة لرفض زواج منجى من ابنة عمه، يتحاول هذا الأمر لعقدة نفسية عنده فيرفض الزواج حتى يتخطى الستين من عمره، يلتقي منجى بفتاة صغيرة تدعى "معالي حلاوية" حيث تأتيه باعتبارها خادمة، ومن خلال روايات معالي تنكشف أمام منجى العديد من الحقائق في حياته وحياة أسرته، كما ينقذها منجى من أزمتها وما عانت من زوجها ومن الديون والقضايا التي تلاحقها، وكمكافأة له تقرر معالي أن تهبه نفسها بزواجٍ شكليّ، فتذيقه أشكالاً من المتعة.
كما تحكي الرواية عن "سيادة جبريل" وهي جدة معالي وكانت خادمة في سرايا أرسلان، فتعرض الكثير من القصص والآلآم والعذاب الذي يواجهه الخدم، حيث كانوا كأنهم سلعة مستباحة للأسياد، ومنها يتصاعد تاريخ الحزن ويمتد على اتساع الزمن الروائي الذي يتنقل بسلاسة بين العصر الحديث، وبين الأزمنة القديمة.