" لا أذكر بالضبط تاريخ موت شريفة مختار، تلك المرأة البيضاء الطويلة المنسقة إلى حد ما، التي كانت تعرج من قدمها اليمنى، وتتدلى من أذنيها حلقات فضية كبيرة، لكني أذكر جيدا أنه كان في شهر أغسطس، ويوم وقفة عيد الفطر بعد شهر طويل من الصيام الصعب في مدينة تطل على بحر خامد ولها صيفها القاسي الذي يصعب تحمله، الصيف الذي يجعلك تفكر كثيرا، أن تنزع جلدك تماما، تلقيه في مكان بعيد، وتجلس هكذا عاريا إلا من خلايا داخلية رطبة...
وكالعادة، لا توجد كهرباء منتظمة، لا يوجد ماء منتظم، لا يوجد هواء، تتلقفه الرئات بسهولة، ولا حتى بصعوبة ولا يوجد أي مزاج لفعل أي شيء، أو ممارسة أي نشاط.
كنا في وقت الظهيرة، وبعد انتهاء ساعات العمل واشتداد الحر، نلتف بخرق مبتلة بالماء، ما تلبث أن تجف سريعا، لنعيد غمرها في الماء مجددًا، ونلفها من حولنا، وفي ساعة الإفطار عند المغرب، لم نكن نتسابق إلى الأكل كما هو مفترض أن يفعل الصائمون في أي مكان، بقدر سباقنا إلى شرب الماء حتى التخمة"
"تاكيكارديا" رحلة الالتصاق بالجذور..روايةٌ عن سيرته الذاتية يكتبها أمير تاج السرّ بكامل شغفه وحبه للحياة..