تقدم الرواية تحديداً ذيول الحرب الأهلية اللّبنانية من منظور حداثي. تمتد أحداث الرواية بين لحظة مفصلية في مجزرة صبرا وشاتيلا أيلول 1982 ونيويوك عام 2000 ويستند السرد المتعدد الأصوات إلى أسلوب تيار الوعي. يقع "مجد"، الشاب الفلسطيني الذي يحمل ندبة المجزرة في جسده بحب "هيلدا" المسيحية المتحدرة من عائلة إقطاعية تمتعت بنفوذ اليمين المسيحي أثناء الحرب.
يبدأ الصراع حين تقرر الفتاة، التي تتعلم وتمتهن الرقص في نيويورك، العودة إلى قريتها في جبل لبنان لإعادة إكتشاف ماضيها. بين تصوّره للعدو القديم وخوفه من خسارتها، يجد "مجد" نفسه أيضاً مضطراً إلى استعادة أحداث مؤلمة أودت بحياة والدته وجنينها، وحولت والده من أستاذ في "الأونروا" إلى فدائي، وبعدها بائع ورد في حي "هارلم" الشهير في أميركا.
من مكتبه الواقع في الطابق 99 في أحد مباني "نيويورك"، تبدو هوية "مجد" الفلسطينية ملتبسة، خصوصاً كونه ولد في الشتات ولم يمتلك يوماً تجربة حية في موطنه الأصلي. تضع أحداث الرواية جيل ما بعد الحرب في مواجهة مع أسلافه لطرح الأسئلة حول جدوى المعارك القديمة، وإن كانت قد انتهت فعلاً، وتأملات حول مقدرة الحب على تطهير الأحقاد والعداوات.
على الرغم من انتماء أحداثها إلى القرن السابق، تطلق رواية "طابق 99" جرس إنذار، بعيداً عن الايديولوجيات، ضد أتون الحرب المشتعلة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، لتخبرنا أن المعارك الدموية تطلب أكثر من وقف إطلاق النار، وبأن "مآسي الحروب، لا تنتهي بعد حدوثها، بل تخالها تبدأ من هناك، من حكايا الأشلاء المطمورة".