قد تكون معلومة نادرة وخبراً يثير الدهشة عندما نعرف أن الروائية الإنكليزية الشهيرة أغاثا كريستي قد عاشت مطولاً في سورية والعراق...فقد تركت كريستي إرثاً غنياً من الروايات و المسرحيات البوليسية الأكثر انتشاراً في الأدب العالمي الحديث، و كانت حياتها عاصفة لا تهدأ، فمع شغفها المتواصل بالكتابة اليومية كانت تطوف حول العالم لذا نراها ترصد في كتابها هذا وقائع الحياة الاجتماعية والاقتصادية في سوريا، في المرحلة الأولى من نشوء الدولة السورية التي كانت تتشكل في ظل الانتداب الفرنسي خلال أعوام 1934/ 1935.
ذلك عندما جاءت مع زوجها، العالم الأثري الكولونيل ماكس مالوان، الذي أجرى تنقيبات أثرية في بعض التلال والمواقع التاريخية في العراق وسوريا، وذلك بكثير من التفاصيل المعاشية الخاصة بالمجتمع السوري بإثنياته المتعددة؛ العربية والآشورية والسريانية والكردية.
وتصف كريستي رحلتها بدءاً من لحظة التجهيز في لندن، ثم السير عبر أوروبا وتركيا وصولاً إلى لبنان، فإلى سوريا واستكشاف وادي نهري الخابور والجق جق، كما تصف منزلها والطبيعة والعادات والتقاليد آنذاك.