تنهض رواية علي نصار "سيرة مسلم في حانة أرتين"، على أساس من التشظّي، وعلى غير صعيد، سواء في شخوصها، أو في سرد حوادثها، وحتّى في ما تؤول إليه الرواية نفسها من خلاصات وأحكام، فهي تنتهي بـ"البطل/ الراوي" (الذي يبقى بلا اسم، ويمكن أن نُسمّيه "ابن مُسْلم")، هاربًا من عوالمه البيروتية "المنهارة" اجتماعيّا وسياسيّا وأخلاقيّا، وعائدًا إلى برلين التي تخرّج من إحدى جامعاتها بشهادة في علم النفس والاجتماع، فيعود لتقديم أطروحته الجامعيّة في موضوع حول علاقة التشابه بين "الإيمان والإدمان"، الإدمان في صوره كلها، فيبدأ التسكّع في شوارعها وحاناتها، محاولًا التخلص من ذكريات بيروت.
تدخل الرواية في عوالم المحرّمات/ التابوات الثلاثة الشهيرة، الدين والجنس والسياسة، ونضيف إليها تابو نقد المجتمع كلّه، ممثّلا في "الأسرة" التي ينتمي إليها "ابن مسلم"، كما في نقد البنية المُشظّاة للمجتمع اللبناني المقسّم، طبقيّا وطائفيّا وفكريّا وعقَديّا.. نقدًا تشريحيّا يقوم على هدم كلّ ما هو قائم، ضمن رؤية فكرية وأخلاقية نحاول عرض ملامح منها في هذه المقاربة