كان أغرب ما في الأمر أنني كنت مستسلمًا، وفظًا في مواجهتي لفضيحة استقبالي عند بوابة المستشفى، وأنا مبتل بالعرق، ومنكوش الشعر، ومتورم المثانة، وعلى مقعد متحرك، وباستثاء صراخي في وجه: ست النساء، الوقحة، المتعدية على رضاعتي بلا وجه حق، لم يبدر مني ما يؤكد أنني أحمل مشاعر يمكن أن أبكي بها، أو أضحك بها، أو أجمدها بلا أي تفاعل. الشيء الآخر المذهل، هو طيف الفتاة ميمونة، هذا الطيف صعب المراس، ومصر على البقاء في ذاكرتي، أو لعل ذاكرتي هي التي كانت صعبة المراس، وتصر ألا تفلته. ربما الاتكاء على هذا الطيف، سيعينني على تحمل ما سيحدث، تمامًا مثلما أعانني الإمساك بيد ليز، في بداية تعرفي على الجمال. لكن ليز الآن ليست ليز ذلك الوقت، هي عندي وليست في داخلي تمامًا، وأنا عندها، ولست في داخلها تمامًا، واليتيم ضحية-أيهم، محور آخر لديها، أظنه أكثر ثراءً من محوري.