يقدم واسيني الأعرج لروايته "سيرة المنته" بثلاث عتبات، أولها هو "حديث الإسراء" وثانيها لابن عربي من كتابه "الإسراء إلى المقام الأسرى أو كتاب المعراج" وثالثها من "تقرير إلى غريكو" للروائي اليوناني كازنتزاكيس. أما المقبوسان الأول والثاني فيشرعان الباب للمخيال الديني، وهو الحركة الكبرى الأولى في الرواية (الصوفية)، بينما يشرع المقبوس الثالث الباب للحركة الأولى – أيضاً – في الرواية: ما سيقص واسيني على جده من حياته، كما فعل كازنتزاكيس.
إذن هي سيرة حياته يكتبها واسيني الأعرج كما يشتهي ويريد، مع أنّ كتابة السيرة الذاتيّة هي فرصة قد تتاح مرّة واحدة في العمر للانتصار لهذه الذات التي مرّت عبر تجارب حياتيّة فيها من الجمال والجنون والقسوة واليأس ما يستدعي تدوينها، لكنّها لا تشكّل أبدًا درسًا نموذجيًّا للآخرين. هي في النهاية مجرّد محاولة انتساب إلى الحرِّيَّة والحبّ والنور، واختبار مدى استحقاقنا لحياة ليست دائمًا سهلة أو متاحة...
امتحان قاسٍ، لكنّه شديد البهاء، يستحقّ أن نعيشه ونصابَ بدواره..