وجدُوه غارقًا في بحيرةِ دمٍ أسفلَ الشجرةِ القديمةِ، تعالَتِ الصرخاتُ وامتزجَتْ بالنشيجِ، حتى "سيمبا" لم يستطعْ حبسَ دموعِه، كأنَّه يودعُ آخرَ ذكرى لأبيهِ، فــ "رفيكي" لم يكنْ كبيرَ القِرَدةِ فحسْبُ، بل كانَ أعزَّ أصدقاءِ أبيهِ، وهو آخرُ مَن رآهُ عندَما أخذَهُ حرَّاسُ الحديقةِ مِن وسْطِ عائلتِه لنقلِه إلى السيركِ، فلم يتمكنْ أبواهُ من توديعِه بسببِ حقنةِ المخدرِ التي أطلقَها الحراسُ من بندقياتٍ لا تعترفُ بمراسمِ الوداعِ ولا تأبَهُ لمشاعرِ الأمومةِ.
أحاطَ القرودُ بجثةَِ "رفيكي"، بقلوبٍ يأكلُها الشكُّ، وعيونٍ فَزعةٍ، تتقلَبُ خوفًا وقلقًا، حيثُ لا أحدَ يعلمُ مصيرَهُم بعدَ موتِه!
ما أشبه الليلة بالبارحة، حكايات تراثية تدور في الحاضر، وأبطال خالدون يواجهون مصيرًا جديدًا ليصنعوا لأنفسهم نهايات لم يسبق لها أن كتبت، فاستمع الآن.