قع رواية هدى بركات الأخيرة "سيدي وحبيبي" في خانة ما يمكن تسميته برواية الحرب اللبنانية التي شكلت خلفية اجتماعية ونفسية وإنسانية للكثير من الروايات الصادرة في لبنان في العقود الثلاثة المنصرمة...فمن خلال هذه الصفحات تعالج الكاتبة لأول مرة في كتاباتها عالم الطفولة والشباب من خلال شخصية وديع الهامشي الذي يريد لنفسه حياةً مختلفة في وطنٍ لم يمنحه شيئًا..
ومن خلال أحداث الرواية المتشابكة تسرد بركات سيرةً تسترد عبرها تلك المشاعر الحبيسة والمتضاربة التي تكتنف الإنسان وهو يعيش حياته دون مواربة ولا أقنعة وفي زحمة المشاعر تطفو بعض الاعترافات، لا بل الرغبات المكبوتة التي تشكل العالم المخفي في قاع النفس والذي لا يجرؤ كائناً من كان أن يكشفه كله، أشياء كثيرة تثور لدى قراءة الرواية، ثم لا تلبث أن تسكن تفاصيل صغيرة، تترك أثرها العميق في كل شيء يجد المرء لذة حين يسترجعها...
"استرجع كافة التفاصيل الصغيرة، كانت التفاصيل الصغيرة التي تحضرني تبدو قد ولدت في رأسي للتو.. أتذكر أشياء لم ألخصها مطلقاً أو أني لم أعرف أني لخصتها".