"سيدة المقام" ليست مجرّد رواية بل هي أنشودة طويلة وحزينة للحياة والحب والحرية والجمال، مثل بطلتها راقصة الأوبرا الجزائرية "مريم" التى ترقص مذبوحة من الألم فى زمن توارت فيه كل ملامح الجمال ومظاهره من عالمنا العربى بفعل فاعل، وأخلت السبيل لقبح القادمين الجدد الذين شنقوا الشجر والزهور وأحرقوا اللوحات والمراسم والمسارح والحقول وزرقة السماء والبحر ولونوا كل شيء بلون الدم والفجيعة والموت المجاني والتصحر الفكري والثقافي.
تتماهى الرواية مع موضوعها حين تختار راقصة أوبرا تحتضر على طول الرواية بطلة لها فى أشارة لإحتضار الثقافة ورموزها فى الأوطان العربية وذبولها..
في صفحات هذه الرواية ستجد أن الحديث عن مريم وعن المدينة يتزامنا في كثير من الأحيان وفي كثير من المقاطع، وضياع المدينة وضياع الحبّ هما وحدتا النصّ الأساسيتين ومن خلال إدراك العلاقة بين هذين الوحدتين تنشأ دلالة الكلمات التي تحفر ألمًا عميقًا في القلب..
إذن هي حكاية امرأةٍ ومدينة وذلك القلب الذي ينبض بينهما...