من هو نجيب سرور؟ هل هو مبدع عبقري علي طريقة جون جنيه أو نيكولاي جوجول. تنكرت له الأخلاقيات والأعراف الثقافية فلم تحتمل مروقه؟ أم هو ضحية من ضحايا الاستبداد السياسي والرعب التاريخي الذي بثته أجهزة عبدالناصر فانتصرت على أبنائها وهمت من أعدائها؟ أو لعله كاتب موهوب تنكرت له الأقدار وأذلته الظروف وتواترت عليه المحن ومهما يكن الأمر فنجيب سرور لم يكن مجرد عابر سبيل. إنه ينزع وببساطة مذهلة أقنعة الزيف عن حقبة لا تزال بعيدة عن فضيلة النقد الجاد والحر.
وما يحاوله طلال فيصل في هذا العمل أكثر من مجرد رواية وأبعد من نقد.
إنه يحفر ويبرز ما هو ببساطة أزمة جيل بكامله.
ويحكي على لسان سرور حكاية العفن الأخلاقي الذي أخفى وجه مصر في تلك الفترة.
يحكي عن الثقافة التي تخون نفسها. والمرأة التي تخون عقلها قبل أن تخون حبيبها. ولا غرابة أن يُنسى نجيب سرور؛ فتلك شيمة كل ثقافة ترغب عن النهوض وترغب في السبات