" بفضل سراب عرفت كيف تغدو الحواس كمنجات وحاذيت السر الذي يحيل ممارسة الحب تمريناً على فعل الخلق.
ومعها بلغت ضفاف بحيرات لم أتيقن يوماً أنها كانت كامنة في خبايا جسدي.
وبخلاف صمتها الذي يغلب عليها في المجالس فإنها كانت تتدفق كالبلابل أثناء الحب، وتستذكر معلقات جاهلية وخطباً تروتسكية وشتيمات لطيفة ومقامات عصملية ومزامير توراتية وأغنيات من الزمن البائد.
هل هو الغرام الذي يأخذ بيد الشهوة ويقودها، خطوة، خطوة، إلى تخوم الكفاية؟
أم هي الألفة بيني وبين عراقية من أبناء جلدتي، كرادية أفهم إشاراتها وتفهم إشاراتي، توصلني إلى تلك اللذة المصفاة والمصطفاة للممسوسين من البشر، أحباب النخيل والزعفران؟"
من رواية سواقي القلوب لإنعام كجة جي.
تحكي الرواية قصة رجل عراقي هرب من العراق الواقعة تحت الحرب الخاطئة ويتوجه إلى باريس، وهو يهرب من حبيبته التي خذلته ومن الأخطار التي تواجه حياته، فيجد نفسه غريباً في بلد غريب، بلد مليء بالخطايا واللذات، وتزداد آلامه بين ألم الغربة وألم الوجع على بلده، كما تتناول الرواية عدة شخصيات عراقية وعربية وتصف حياتم في باريس حيث يجتمع العديد من البشر من شتى البلاد ويتلاقون ويشعرن بالغربة معاً.
إنعام كجة جي هي كاتبة عراقية مقيمة في فرنسا، وهي روائية وإعلامية وكاتبة، درست الصحافة الإعلام وعملت بها لسنوات طويلة، انتقلت إلى فرنسا في عام 1979 لدراسة الدكتوراة وبقيت فيها، لها عدة روايات وكتب ومنشورات إعلامية منها: (لورنا:سنواتها مع جواد سليم)، (كلمات عراقية)، (الحفيدة الأمريكية)، (طشاري).