في هذه الرواية يعرج بنا الكاتب السوداني "بركة ساكن" إلى القرن التاسع عشر ليصوّر منطقة تعدّ من المناطق التي ظلّت بعيدة نسبيًا عن تطرّق الرواية العربية إليها..منطقة تكاد منسية بدورها للعرب وهي "زنجبار" الواقعة في قلب القارة السمراء والتي يصفها الكاتب هنا بأندلس افريقيا...
تناول الكاتب الوجود العربيّ الذي تمثّل بالوجود العُماني والذي كان احتلالاً لزنجبار، وتسلط السلطان الذي كان يسبغ على نفسه، كغالبية الديكتاتوريين، صفات مقدّسة، ويبتدع لنفسه نسباً مقدّساً يربطه بالنبيّ سليمان، ويزعم الخلود ويتعاطى مع رعيّته على أساس الفرادة والتميّز من منطلق القوّة والسطوة، ولا يكترث لأحوالهم، بل يتمادى في غيّه وإجرامه وينكّل بهم هناك شرّ تنكيل.
من خلال "سندس" الفتى الإفريقي الذي تمَّ اختياره ليُخصى ويصبح من خدم ابنة السلطان سنجوب أرجاء هذه الرواية ونبحر في أحداثها الشائكة..
إنّها روايةٌ عن الإنسان وليس التاريخ بل عن ذلك الشرّ القابع في قلب الإنسان وعن النهايات الحتمية التي يحيكها القدر ببراعة.