هذه الرواية "سلاحف إلى ما لا نهاية" هي الأحدث للكاتب والروائي الأمريكي جون غرين، التي تصدّرت قوائم الكتب الأكثر مبيعاً وفاقت ردود الأفعال عليها الردود الأولى على روايته السابقة "ما تخبئه لنا النجوم".
الشخصية الرئيسية في الرواية هي "آزا هولمزي" وهي فتاة في المرحلة الثانوية من دراستها، التي فقدت أباها أمام عينيها ذات يوم، وها هي تعيش مع أمها أستاذة الرياضيات في المدرسة نفسها التي ترتادها، وتعاني آزا حالة من القلق الشديد، ينعكس عليها وسواساً قهرياً وخوفاً من الأمراض، لا سيما من بكتيريا محددة تعتقد أنها في حال أصابتها ستؤدي إلى موتها. لكن فرصة ذهبية تصادف "آزا" وصديقتها تسمح لهما بتصيد مبلغ مائة ألف دولار، لتصبحا فجأة ثريتين، لكنها تقع في الحب ويؤرقها سؤال جوهري: "إذا لم نتمكن من التوصل إلى اليقين، فهل يمكننا أن نثق بحواسنا؟".
في أجواء تجمع بين الهوس والحب والصداقة والفلسفة وحرب النجوم يقدم لنا جون غرين رواية واقعية يتمكن فيها من وصف مشاعر إنسانية، لم يكن وصفها ممكناً قبله، ولتفهم هذه الرواية وتتفاعل معها، ما عليك إلّا أن تكون إنساناً! في أولى صفحات الرواية تؤكد على خوف المراهق من كل ما يقيده ويفرض عليه لتطبيق الأنظمة والقوانين، التي تضعه في قوالب لا يمكن الفرار منها، لأنها تجسد قوته في المستقبل وقدرته على التكييف الوظيفي والاجتماعي، والعمل المحصور بالعيش وتحقيق الذات، وبخيوط روائية لفها بتصوير متعدد الرؤى لتنسجم مع روحية الشباب وتطلعاتهم الوجودية، وخوفهم من العدم أو من الفشل، وحتى من القلق والاضطراب المرافق لهم في الحياة "القلق هو النظرة الصحيحة إلى العالم، الحياة مدعاة للقلق".