"ليلتها رأى فيما يرى النائم جنيَّة فاتنة تتجسَّد له؛ مُقتربةً منه في غواية، رَنَتْ إليه بنظرهٍ ساحرةٍ أسالت لُعابه، بَدَتْ كما لو نبتت من العدم؛بعينيها الحوراوين – كثيفتي الرموش والأهداب – اللتين يطلًّ منهما مزيجٌ ساحرٌ من كلَّ الألوان المعروفة في الكون، وقد ارتسمت عيناها بخطين عريضين من كحلٍ حالك الظلمة..يفترقان قرب الأذن، بينما انسدل شعرها خلفها كشلاَّلٍ شيطانيَّ هادر؛ليُغطي كامل ظهرها العاري،حتَّى منبت فخذيها القويين،وقد انبثق من جانبيها جناحان عظيمان، راحا يرفرفان؛ فيبعثان في الجو نسيمًا لطيفًا يُقلَّل من درجة الحرارة التي ازدادت ارتفاعًا بحضورها المذهل.."