اعتاد الكاتب والسينمائي المصري حسام علوان، في أحيان كثيرة وأثناء المشي في شوارع القاهرة، أن يحمل كاميرا معه ويلتقط صورًا من الأسواق القديمة والشوارع الجانبية للمدينة ولأنَّ قلب نهار مدينة القاهرة، الذي يخفي خلف زحامه أي معنى للجمال على عكس ليلها، تستطيع عدسة حسام علوان أن ترى لقطات جميلة لا يظهر بشر في أغلبها، مع ذلك سترى بسهولة بقاياهم، بالأحرى أرواحهم، على ما تركوه من أبواب مشغولة بعناية، قطعة أثاث قديمة ومستعملة معروضة للبيع، سجادة أصيلة، أو مساحة من فراغ بين مبنيين يطلّان على مرحلة تاريخية حسنة الحظ ولم يفسدها الزمن وشقاء المارة.
ومثلما تأتي صوره بالجمال من قلب القبح، جاءت حكايات كتابه "شنطة سفر وحيدة" بالجمال الإنساني من قلب مراحل حياتية غالبها صعوبة العيش والحركة.
هذا الكتاب هو مجرَّد فضفضةٍ وحكايات عن رغبتنا عندما نريد إكمال الطريق وعن المشي كرحلةٍ إلى الداخل...عن الرغبة في البدء من جديد عندما تسدُّ الدنيا أبوابها في وجهنا فلا نجدُ مخرجًا سوى طريق البداية !!