هذا المساء لم يكن ناجي إمام ينام وحيدا في فراشه كما اعتاد أن ينام في الأيام الأخيرة ، بل كانت لديه صحبة .. السؤال هنا : لماذا يهاجمه الكابوس هذه المرة أيضا ، و لماذا هذه الليلة بالذات يأتي الكابوس البغيض بهذا الوضوح .. و كأنما يتم تصويره بكاميرا فائقة الجودة و بثه بتقنية ال إتش دي عالية الوضوح ، حتى أن أقل التفاصيل تظهر في الخلفية و بالألوان .. إن الأحلام الملونة تعني أنه مصاب بمشكلات نفسية حقيقية ، و هي علامة لا يمكن إغفالها أو تجاهلها .. لقد قرأ عن هذا الأمر في مكان ما ، و لكن ليس هذا ما يعنيه الآن ، إنما ما خلف هو ما يخيفه .. إن هذه الأحلام أو الكوابيس لو شئنا الدقة ، هي رسالة .. رسالة تعني أنه يتغير ، و إلى الأسوأ دون شك .. لم يكن الكابوس المخيف مجرد استدعاء لأحداث اليوم فهو لم يذهب لمكان مماثل من قبل ، و لا تنفيس عن خوف كامن أو رغبات مكبوتة .. و لم يكن الكابوس مجرد تفاصيل ملونة و دقيقة .. بل كان هناك إضافة أخرى .. البرد