على الإنسان السفر في ذاته... وفي غيره... وفي مسارات الحياة ومنعطفات الأحلام وأسئلة النزوات الملحة قبل أن تهرب من الذاكرة وتدخل قميص النسيان...
شامان، فانتازيا روائية -خيالية- أسطورية أقرب إلى المدينة الفاضلة تنتقل من فكرة إلى أخرى بسرد رشيق سلس وبرؤية غير مباشرة في الطرح عبر لغة تتناسق مع معانيها...تدور أحداثها في مكان وهمي غير معين في ثنايا (سدرين) القرية الأسطورية، لكن التفاصيل تشي أنه لم يبتعد كثيراً عن كهوفنا العربية..
تبدأ الرواية برحيل شامان عن بيئته متوجهاً إلى سدرين حيث الجغرافيا الوعرة والدروب عويصة المسالك التي تنفتح على عوالم شاسعة سحيقة ومجهولات تتوارى فيها، حاملاً سلة تجارته ووصايا أمه في رحلة خيالية للبحث عن الحقيقة الضائعة والسر المفقود في الكهف المنشود المجهول، لتظل تزنُّ في مسمعه كلمات أمه: "زيارة الأمصار واكتشاف حيوات الناس وتأمل الخلق و ركوب المخاطر يزيل الكآبة والهموم، ويكسب المرء الشجاعة ويؤتيه الحكمة".