"شعب الله المحتار"، عبارة عن مجموعة مقالات تناقش بعض القضايا المحلية التي تشغل بال المجتمع بأسلوب يتارجح بين النقد وجلد الذات بين تشخيص المشكلة والسخرية منها بين مفارقات الشعب السعودي ومقارنته ببقية الشعوب العالمية.
يقول الكاتب فهد الأحمدي، رغم أننا لا نصنع احتياجاتنا ونعيش عالة على الشعوب المنتجة حتى في ملابسنا وحليب أطفالنا، وما زلنا نحتفظ بأنفة الأعراب ونعتبر غيرنا "عجم" سخرهم الله لخدمتنا -وكأننا شعب الله المختار، الحقيقة هي أننا "شعب الله المحتار" الذي لم ينضج بعد، ويعيش مرحلة مراهقة متقلبة.
كما يحكي الأحمدي عن أننا نتحدث كثيراً عن الزهد وعدم الإسراف وإكرام النعمة، ولكن الواقع يؤكد أننا أكثر شعوب الأرض استعراضاً وإسرافاً وتطبيقاً لمبدأ "لا تفشلونا قدام الناس"، نعيش في منطقة جافة قاحلة ــ لا أنهار فيها ولا زرع ــ ومع هذا لا يجارينا أي شعب في استهلاك المياه ورمي الأطعمة، نبدي إعجابنا بمدن أوروبا القديمة وبيوت سويسرا الجبلية ومساجد تركيا الأثرية، ولكننا ننسى أننا كنا نملك كل هذا قبل أن تكتسحه جرافات البلدية ـــ وتصبح مدننا وبيوتنا بلا طعم أو هوية، يمكنك تسميتنا ببلد المليون واعظ على وزن المليون شهيد في الجزائر، أو المليون شاعر في موريتانا ولكن واقع النزاهة لدينا لا يثبت أننا اتعظنا أو أصبحنا أفضل البشر، نتحدث عن الديموقراطية والشفافية، ولكننا مازلنا نفكر بعقلية القـبيلة ونفضل التعاملات السرية ونتحدث بطريقة: "يقولك خوينا وش سويت بموضوع فلان اللي أنت خابر".
الحقيقة هي أننا "شعـب الله المحتار" الذي لم ينضج بعـد، ومايزال يعيش مرحلة مراهقة متقلبة.
ومن محتويات الكتاب: موظفون لا يخشون الكاروشي - الفيل في الغرفة -- إذا سمعوا اللغو -- نريد أزمات من هذا النوع - أخرج اليوم لشراء دراجة نحن والسيارة الكهربائية -نحن والنخلة الإسرائيلية.