هذا الجزء من رواية "روكامبول"، يظهر فيه الكثير من أنواع العذاب والشقاء البشري، الذي يتجسد خلف قضبان السجن، كما تتعدد فيه طرق التفريق بين الغني والفقير، حتى وراء أسوار السجن، وهذا ليس بالشيء العجيب، لأن قوانين الدنيا تقول:"من يدفع أكثر هو من يختار اللحن"، وهو قانونٌ يَسري بين غالبية البشر، وبين طيات قصص السجن الكثيرة، تظهر مفردات تلك المعاني بكل قوةٍ، وتكثر القصص التي يرويها المساجين عن طبيعة ما يرونه بأم أعينهم، وهي قصص يجمعونها وهو يرون قانون البشرية كيف يُطبّق حتى في توزيع أنصبة البشر من السعادة والشقاء، ومن بين هذه القصص الكثيرة، قصة "روكامبول" الذي قضى عشرة سنواتٍ كنزيلٍ في سجن طولون، وبعدها قرر الهرب، ولم يكن هذا القرار صعباً عليه، لأن جميع أفراد عصابته مستعدون أن يفدونه بحياتهم، وبعد تلك التجربة المريرة والقاسية التي قضاها في السجن، تحول روكامبول وعصابته من الشر إلى الخير، فكانت أولى أولوياتهم أن يقوموا بإنقاذ "أنطوانيت" من الموت، ومنذ هذه الحادثة، دخل روكامبول وعصابته عالم الخير.