شكونا إلى أحبابنا طول ليلنا *** فقالوا لنا ما أقصر الليل عندنا.
و ذاك لأن النوم يغشى عيونهم *** سراعاً و لا يغشى لنا النوم أعينا.
بمجرد سماع اسم "صفي الدين الحلي" يتبادر إلى أذهاننا هذه الابيات التي تحمل أعمق المعاني بأبسط الكلمات...هكذا كان ديدن شاعرنا وعلى هذه الطريقة كانت حياته.
يعدُّ صفي الدين الحلي من أعلام الشعر في القرنين السابع وأوائل الثامن، عاش في الموصل في ظل الملك المنصور، لكنه غادرها في رحلة إلى الشام ثم إلى الحجاز لأداء فريضة الحج ولم يعد إلى الموصل بل توجه إلى مصر وقضى حياته هناك.
نظم صفي الدين الحلي الشعر في جميع أغراضه، وكانت له خصلتان بارزتان وهما أنه مغرم بتصنيع الشعر أي تضمينه المحسنات البديعية وكان يتجه إلى الجناس أكثر من غيره، والثانية أنه كان يحب معارضة الشعراء الذين سبقوه وخاصة المتنبي.
في هذا الكتاب سنعرف الكثير عن أدب الشاعر صفي الدين الحلي بالإضافة إلى تفاصيل حياته، مولده ونشأته، شبابه ودراسته، آراءه السياسية وعلاقته بالسلاطين.