-ولكن هذا المكان مخصص للعباده وهو ليس فندقاً..
-أعلم ذلك ولكني لا أصلي..
-لماذا لا تصلي... ألا تخاف الله....!
-الله عادل أم ظالم..؟
-الله عادل...
-ما دام عادلاً فأنا لا أخاف منه.. أنا أخاف من الظالم فقط...
-مادمت لا تصلي فعليك مغادرة الجامع..
-أليس الجامع بيت الله ...؟
-نعم...
-إذن أنا جالسٌ في بيت الله ولا يحق لك طردي..وهو ليس بيتك لكي تطلب مني المغادره...
-هو ليس بيتك أيضاً..هذا المكان للعباده ولا يجوز لك النوم فيه..هيا قم وأذهب إلى بيتك...
-ليس لدي بيت...
الرواية تمثل مغامرة جريئة في الطرح الافكار، في مفهوم المقدس الديني، حين ينتقل الى اللامعقول الديني في صفة العمامة الدينية المزورة، وتتناول فكرة الدين والنبوة، في الواقع في مساءله الحساسة والملتهبة، حين تشذ العمامة الدينية عن جادة الصواب والطريق القويم، وتنحرف نحو اللامعقول، حيث ترقي في افكارها الى الفانتازيا السريالية، في السلوك والنهج والتصرفات، التي تعمل على تحجيم الانسان في قوالب محددة وجامدة، تصب في غياب الوعي والعقل، حتى يكون الواقع ارضية خصبة، لثقافة التجهيل والخرافة والشعوذة والعنف، اي ان العمامة تفعل الفعل المدمر في نسف المنطق والمعقول، اي انها تحاول تطبيق قوانين العبودية على الانسان، في سلطتها الحاكمة، التي تخلت عن قوانين الحق والعدل، كما هو الحاصل في الحكم الديني، او حكم العمامة في العراق، ومن يخرج عن شريعتها يستحق الفناء الصارم، بحجة الارتداد عن شريعة الله والدين، و يستحق العقاب الحياتي، بذريعة الكفر والالحاد . مما يخلق البلبلة والفوضى في الواقع، الذي يتجه الفنتازيا الفوضوية، مما جعلوا الواقع منهك ومرهق بأحمال لا طاقة لتحملها لثقل بشاعة المروعة في السلوك والنهج . - جمعة عبدالله