" كان ودودًا، هادئًا لا يرد لأحدٍ طلبًا، كان يتحمل كل شيء على كتفه ليزيل عنهم الحرج....كان حكيمًا يدير الأمر بحنكة ومهارة....
انتهى من جمع أشيائه ثم صافح زملائه وغادر مسرعًا إلى المنزل حتى لا يتركها وحيدة في هذا الجو المتقلب. يريد أن يكون بجانها. يريد أن يجعلها دافئة وسط كل هذه البرودة المنتشرة في الهواء. يريد أن يعزلها عما يؤذيها....
كان يسير أسفل الشرفات والنوافذ حتى لا يتبلل ويصاب بالبرد، كان الطريق فارغًا إلا من عدد قليل يتحركون مسرعين إلى منازلهم ليتفادوا المطر، أحضر في طريقه الخبز الطازج وابتاع لها البطاطا الساخنة، كان الخبز ساخنًا كما تحب...
كان المنزل قريبًا جدًا من مكان عمله، لقد باع شقته الزوجية واشترى هذه لتكون قريبة منه قدر الإمكان، حتى إن احتاجته يكن معها في ثوانِ معدودة... أخذ الطابق الأرضي بحديقة صغيرة في ظهر المنزل لتمارس زوجته هوايتها في زرع الورود ورغم ذلك لم يكف عن شراء الورود لها، هكذا يشعر أنه لم يتغير شيء عن ذي قبل!!"
"رئيف" حكايةٌ خيالية أقرب إلى الواقع...الواقع الذي نعيشه يوميًا بأحلامنا !