"الرسم أكمل حياتي. فقدت ثلاث أطفال وباقة من الأشياء الأخرى، التي كانت لتزين حياتي المريعة. شغلت لوحاتي مكان كل هذه الأشياء". بهذه العبارة تختصر المكسيكية فريدا كالو رحلة طويلة من الخيبات والمعاناة مع جسدها الضعيف، في رسائلها المجموعة بين هذه الصفحات.
إنّها المرأة ذاتها بفستانها المزركش وحاجبيها المتصلين ومشيتها العرجاء حين واجهت الحياة وعشرات الكسور في جسدها بالرسم لتفسرها على نحو من المعاناة والمقاومة والرغبة في العيش، لتشكل الرسائل عرضاً شفافاً وشاملاً لشخصيتها الاستثنائية.
الرسائل التي كتبتها كالو إلى أصدقائها، عشاقها وطبيبها، تقترب فيها من الحالة التي في لوحاتها، إذ تخلط ألمها وحياتها وبحثها عن الشفاء الروحي والجسدي والذي لم تجده في كثير من الأحيان حيث تظهر الرسامة المكسيكية كامرأة تعرف باستثنائية الألم حين يصْفَحُ عن ماضيه مقابل لحظةِ حنانٍ وحقيقة واحدة..
تعتبر هذه الرسائل نافذة خاصة على حياة فنانة استثنائية وخاصة كفريدا كالو بالإضافة إلى التعرف عن كثب على العلاقة المعقدة التي ربطتها بزوجها الرسام دييغو ريفيرا والمشاعر التي عاشتها امرأة محطمة الجسد ما بين ارتفاعات الحب الشاهق وانكسارات الحياة الواقعية.