"العمر يسرق من الإنسان مباهج الحياة، ويتركه وحيدًا يصارع ليالي الشتاء الطويلة.... تلك الليالي التي دائمًا ما ترهق الذاكرة، التي تشبه ثوبًا ممزقًا ومتهالكًا يصعب ارتداؤه لكي تفوز ولو بلقطة صغيرة من مشهد واقعي عشته بالكامل...
يكون ذلك بشق الأنفس، ولكي تستوعب ذلك ياولدي؛ عليك أن تعرف معنى الوحدة والعيش على الذكريات. ليس ذلك فحسب، فالقدر لن يترك لك فرصة كبيرة لتستوعب ماضيك وأنت في كامل صحتك. فهناك دائمًا قدر الله الذي لطالما تحكم في عباده الصالحين والطالحين...
في تلك اللحظة تبدو الذكريات والأحداث هي رديف البصر وبداية البصيرة. لتعلم منذ الساعة أن ظلمات ليلك لم تعد تتغيرأبدًا إلى رمادية، أو فضية. ذلك اللون الذي بقى في الذكرة لآخر نهار سوف تضيع معالمه تمامًا، حين تكتشف بداية رحلة الظلام الدائم.
ذلك النهار سوف تضيع معالمه لتكرر استدعها في أوقات طويلة طوال الأيام الأولى..
قلوب العاشقين لها عيونٌ تري ما لا يراه الناظرين، ولكن لتعلم يا ولدي، أنَّ فرصة التحرر من الغرق أو الأسر هي نفسها فرصة الخلود في أسرٍ جديد... هكذا تكون الحياة في نفس الأعمي المشوشة أفكاره من أثر الظلام الدائم.."
"روعة الحب" هي ليست مجرّد رواية لمعرفة ماهية الحب..هي دعوةٌ للغوص بدواخله وإدراك جوهره.