متى اخترع الإنسان صيغة السؤال؟ وكيف رسم علامة الاستفهام؟ مستديرة في قمتها ومنقوطة في القاع، كعجوز محنية الظهر تخفي مفتاحاً تحت قدميها. علامة الاستفهام امرأة بالتأكيد. انسيابيتها لا تشبه أجسام الرجال المخلوقة على هيئة الأرقام الإنجليزية الحادة -وان، سيفين وفور. النساء يشبهن ما تبقى: تو امرأة تتوب، سيكس وناين امرأة تتقلب على سرير القلق، فايف امرأة حبلى تنظر إلى المستقبل بترقب، وثري امرأة تستثمر فقط في أنوثة تتآكل، لكن إيت هي المرأة كاملة الأنوثة -انسيابية وملفوفة ومراوغة ومرنة، دون أذى، ولا سوء طوية. والمرأة من ثم تشبه حين تكون ممددة كما كاتيا الآن على سريرها -علامة اللانهائي، التي لا يستطيع أحد أن يسبر حدودها. وهكذا هي. حياتها دائرة كبيرة فيها دوائر صغيرة. ربما فقاعات صابون، أو حتى كلبشات، كما قال زوجها السابق. والحمد لله أنها اليوم ستنتقل من هنا، مرة أخرى إلى حياة جديدة، سترمي فيها -كالعادة- القديم وراء ظهرها، كما ترمي الشمس ظلام الليل بكل ما غطى وما كشف، حتى في يوم غائم كذاك، بدا بدايته أن الحياة توقفت