ما أسوأ أن تذهب بنا حكاياتنا إلى غير ما نحب، ما أسوأ أن تستنزف حتى يجفّ ضرعها ثم نجد أنفسنا نحن أصحابها فارغين تمامًا..
هل كان اسمه داوود أم ديفيد أم داويت أم أدال؟ هل كان مولودًا غير شرعي من ثمار النضال في إرتيريا؟ أم مسيحيًا انتزع من أمه في صباه؟ أم ابن مفقود لعائلة أفريقية من يهود الفلاشا أخفت ديانتها؟ هل أنقذته حكاياته المختلفة أم قادته إلى مصير بائس؟
منطلقا من الخلفية التي دفعت يهود الفلاشا إلى الهجرة إلى اسرائيل، يسرد (حجي جابر) حكاية البؤس الذي يدفع بالشباب في البلدان الفقيرة إلى بذل كل شيء في سبيل الهجرة إلى مكان يعتقدون أنه يؤمن لهم فرصة أفضل في الحياة.
يسرد لنا كيف أن الواحد منهم مستعد للسرقة ولارتكاب المخاطر، وللكذب واختراع حياة غير تلك التي عاشها... والهدف واحد: الفرار من البؤس والأمل في حياة أفضل.
هكذا يفعل، داويت الذي لم يكن يهوديا، فيخترع لنفسه شخصية جديدة، مغيراً اسمه وتاريخه. ويفعل أقصى الممكن حتى يستطيع الخروج مع يهود الفلاشا إلى إسرائيل... وهناك تبدأ معاناة جديدة يكتشفها في المهاجرين سمر البشرة الذين سبقوه، ويدخلنا في تفاصيل حيائهم وبؤسهم ومعاناتهم...
عبر رواية "رغوة سوداء" سنتعرف إلى عالم نجهله، سيدخلنا حجي جابر إلى تفاصيله... إلى عمق أحلام وآمال "داود" ونظرته إلى الحياة والحب،والرغبة الشديدة في التخلص من حياة بائسة.
إنها رواية الأحلام المجهَضة عل الرغم من كل التضحيات التي يبذلها أبطالها..