يتحدث "يوسف إدريس" في روايته هذه عن مصارعة الثيران في إسبانيا، موظفاً لذلك بطلاً اسمه أنطونيو، هذا البطل الذي تحمس له وتعاطف معه السارد والجمهور بشكل غير عادي، لكن دون أن يعرف عنه أحدٌ شيئا من قبل... تحمس له الجميع طوال المصارعة، وهذا ما لم يبدوه تجاه المصارعين الآخرين.
انتصر انطونيو على الثور الأول انتصاراً مشرفاً، لكن المصارع الثاني لم يحقق ما حققه الأول من نجاح، أما المصارع الثالث فقد فشل بشكل مخزٍ، وبذلك انتهى الشوط الأول، ثم بدأ الشوط الثاني، حيث تقرر أن يقوم أنطونيو بمصارعة الثور الثاني من جديد، لكن رغم كل ما أبداه من بطولة منقطعة النظير هذه المرة، إلا أن الثور كان له رأيٌ آخر !!
تحتوي الرواية على شبكة رمزية ذات ملامح حادّة وأبعاد انفجارية مؤسَّسة، في عمق النص، على طبيعة الصراع التيمي الدائر بين البشر والبقر... في بداية قراءتنا لهذه الرواية نجد أنفسنا أمام حلبة يتصارع فيها الشبان مع الثيران، ولكن سرعان ما يتدرج بنا النص نحو استنتاج أعم في ذلك، وهو "صراع بين النوع البشري والنوع البقري" بكل ما لهذه الجملة من دلالات !!
كما حاول الكاتب إجراء تحليل نفسي للمصارع والمشاهد للوقوف على أسباب اهتمام الجميع بهذه الرياضة التي تنتهي أحيانا بموت بعض المصارعين...