لورنس روائي بريطاني وشاعر وكاتب لأدب الرحلات، كتب العديد من المسرحيات، وأشهر أعماله على الإطلاق هي "رباعيةالإسكندرية" المكونة من أربعة أجزاء، كل جزء يحمل اسم بطل من أبطال الرواية: جوستين، بلتازار، كليا، مونت أوليف.
عَشِقَ داريل الإسكندرية عشق المتيم الولهان، لذا نجده يلح على أن الإسكندرية هي المرآة التي تعكس وجوه أبطال الرواية، وأنها تفعل بالحب ما تفعله معصرة النبيذ بالعنب، وأن الخارج منها إما أن يكون رجلاً شهوانياً، أو يعاني من الوحدة، أو نبياً. وتركز الرواية أكثر على الأجانب الذين يعيشون في الإسكندرية، ودور المصريين في الرواية، باهت، حتى نسيم المصري الذي أعطاه داريل دوراً كبيراً في الأحداث، نجده يعيش مثل الأجانب، وأخلاقه وعاداته لا تختلف عنهم كثيراً.
تبدأ أحداث الرواية "بجوستين" اليهودية، تكون مدللة من زوجها "نسيم"، حيث أنه من الأثرياء جداً وشهرته واسعة في الإسكندرية. كانت "جوستين" مدللة من رجال كثيرين كالقنصل الفرنسي في الإسكندرية والراوي، و"يعقوب الأرنائوطي" حيث كان هو زوجها الأول يهودي مثلها، و"كابوديستريا" اليهودي الذي اغتصبها وهي صغيرة، و"كليا" وهي إمرأة أحبت "جوستين" حيث كانت علاقتها بها هي التجربة العاطفية الوحيدة في حياتها. تقابل "جوستين" الراوي وهو يلقي محاضرة عن شاعر الإسكندرية يوناني الأصل كفافيس، وتنشأ بينها وبين الراوي علاقة عن طريقها يتعرف الراوي على نسيم حيث يكون غني جداً وصديقاً للملك نفسه. هذا التعارف يفتح للراوي أبواباً لدخول المجتمعات الإسكندرية الراقية رغم إمكانيته المالية المحدودة، كما يلجأ إليه البعض ليكون واسطة بينه وبين "جوستين".
يثق نسيم في الراوي ويذهبا معاً لإنقاذ "جوستين"، حيث يجداها في دار دعارة للمومسات الصغيرات، تبحث عن ابنتها هناك من زوجها "يعقوب" التي سرقها منها. كان للراوي صديقة اسمها "ميلسيا" جاءت من إزمير، مملوءة بالأمراض ومدمنة للكحول والحشيش، يعتني بها الراوي هو وخادمه الأعور"حميد"، وينقلها للمستشفى لتلقي العلاج. تنشأ بين الراوي و"ميليسا" علاقة صداقة غريبة، فتذهب هي إلى "كابوديستريا" وتضاجعه لتخلص الراوي من دينه تعود بالصك مكتوباً عليه (خالص)، اما هو فيقترض من "جوستين" عشيقته ليرسل "ميلسيا" لتكشف على صدرها بالأشعة. تشعر "ميلسيا" بالغيرة من علاقته بـ"جوستين" وفي لحظة ضعف تقترب من "نسيم" الذي هو زوج "جوستين" وتخبره بعلاقة "جوستين" بالراوي، يرسل "نسيم" في طلبها ويخرج دفتر شيكات ويسألها عن المبلغ التي تريده مقابل صمتها، ويدعو "نسيم" الراوي لرحلة صيد في مريوط، فيذهب للرحلة، ويموت "كابوديستريا" في هذه الرحلة بطلق ناري ويقبض البوليس على حامل بندقيته المصري.
ترحل "جوستين" إلى إسرائيل ، تموت "ميلسيا" في مصحة بأورشليم، يذهب "نسيم" إلى كينيا وقد تحول إلى رجل سوقي مترهلاً جسده وصار ينتقل من كازينو إلى آخر، أما الراوي فيعمل مدرساً بالصعيد. نجد في هذه الرواية تحول الخيانة الزوجية إلى عمل تطهيري مقدس، حيث خانت "جوستين" اليهودية زوجها "نسيم" المسيحي، ذلك أن الشخصية الإسرائيلية مدللة إلى حد كبير وتغفر لها خيانتها، بينما تختلف الخيانة من يهودي لآخر، فزوجها الأول "يعقوب" لا يرى سوى أنها مصابة بهوس الجنس السحاقي.