“إلى فيكي زماناً لا يموت” يبدأ الشاعر غزله إلى غائبة متوجّهاً إليها بعبارة “معشوقتي”، ثمّ يناديها بضمير المخاطب: “تتعرّين”. سرعان ما تصبح الحبيبة معلومة في قصيدة “وصف ماريا”، إنها “فقط ماريا”. كأنه بتسميتها استحوذ عليها كلياً: “ماريتي أنا الواحد”. ثم ينتقل من “سأصف ماريا” إلى “ها أنذا قد وصفت ماريا ها أنذا أصف ماريا”، فيصفها ويختتم القصيدة بـ: “ها أنا ذا أصف ماريا ها أنا ذا قد وصفت ماريا”. وكأنه يُثبت أمام نفسه وأمام القارئ أنه وفيّ بما وعد به من وصف في العنوان. ثم يعود إلى تجهيل حبيبته مثلما بدأ قصائده، فيناديها باعتبارها مخاطَبةً تارةً وغائبةً طوراً. كما لو أنّ حبيبته المجهولة الاسم هي ماريا التي يخفيها في طيّات “يا حبيبتي”، ليُبقي احتمال بلوغ حبيبات أخريات قائماً.