صدر حديثا عن دار العين للنشر كتاب "ولدن" تأليف ديفيد هنرى ثورو، وترجمة هالة صلاح الدين، ويتناول الكتاب رؤية فلسفية عن كيف يقضى الإنسان حياته ما بين الواقع والحلم.
ويقول ديفيد هنرى، في كتابه: "إلى متى سنجلس في أروقتنا المُعَمَّدة، نمارس فضائل بالية عديمة الجدوى، أي عمل سيجعل لا صلة لها بالموضوع المتناول؟ وكأن المرء سيستهل يومه بالصبر على احتمال الأذى ويوظف رجلًا لعزق بطاطسه، وفي الظهيرة يذهب لممارسة الحِلْم والإحسان المسيحيين على حين ينتوي تعمد الخير! تفكَّر في الفخر الصيني ورضا البشرية الراكد عن ذاتها، يتكئ هذا الجيل قليلًا ليهنئ نفسه على أنه آخر سلالة شهيرة، وفي بوسطن ولندن وباريس وروما يفكر في نَسَبه المديد، ويتحدث عن تطوره في الفن والعلم والأدب بلهجة متقدة الحماسة.
هناك "سجلات المجتمعات الفلسفية" والمديح العام لرجال عظماء، آدم الطيب يتأمل فضيلته، "أجل، لقد أنجزنا مآثر عظيمة، وغنينا أغانٍ في منتهى الروعة، لن تموت قط طالما يسعنا تذكرها. المجتمعات المثقفة ورجال آشورية العظماء أين هم؟ أي فلاسفة وتجريبيين شبان نحن! لا يوجد واحد من قرائي عاش حياة إنسانية كاملة بعد، علها ليست إلا شهور الربيع في حياة الجنس البشري.
لو أصابتنا حكة السنة السابعة، فنحن لم نر جراد السنة السابعة عشرة بعد في كونكورد، لسنا مطلعين إلا على غشاء الكون الرقيق الذي نعيش عليه، لم ينقب أغلب الناس ست أقدام أسفل السطح، ولا قفزوا ست أقدام عليه، نجهل موقعنا، بالإضافة إلى أننا نغط في النوم نصف حياتنا تقريبًا، ومع ذلك نعتبر أنفسنا حكماء، ولدينا نظام راسخ على السطح، إننا حقًا مفكرون عميقون إننا أرواح طموح!